خلقه الله سبحانه وتعالى الإنسان وأكرمه وأنعم عليه بنعمٍ لا تعدّ ولا تحصى، وحمّله الأمانة؛ ليعمر الكون بما يرضي ربّ العالمين سبحانه وتعالى، ولكنّ الإنسان ربما وقع في الخطأ فارتكب المعاصي والآثام ومع ذلك فإن الخالق جل وعلا لا يتخلى عنه بل يفتح له باب الأمل والرجاء، ومن هنا لا بدّ للإنسان أن يتعرف إلى خالقه جل وعلا ليلجأ إليه ويتوب، قال تعالى ( ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين , ولا تجعلوا مع الله إلهاً آخر إني لكم منه نذير مبين) ( الذاريات 50-51) لذا إذا رجعنا إلى مقالات الصالحين وتفاعلهم مع كتاب رب العالمين نجد بأن هذا الكتاب يزودهم بالمعارف والبصائر اللازمة لتجنب الأخطاء وسلوك الطريق المستقيم، ومن هنا يروى بأنّ الصحابة رضي الله عنهم تذاكروا القرآن وتناقشوا حول موضوع أكثر آية يفهم منها الرجاء وتفتح له باب الأمل في النجاة، فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه قرأت القرآن من أوله إلى آخره فلم أر فيه آية أرجى من قوله تعالى " قل كل يعمل على شاكلته ( الإسراء : 84) فإنه لا يشاكل بالعبد إلا العصيان ولا يشاكل بالرب إلا الغفران وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأت القرآن من أوله إلى آخره فلم أر فيه آية أرجى من قوله تعالى " حم , تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا اله إلا هو إليه المصير" ( غافر 1-3)
وأمّا عثمان بن عفان رضي الله عنه فقال قرأت جميع القرآن من أوله إلى آخره فلم أر آية أرجى من قوله تعالى " نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم ( الحجر :49 ) وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه قرأت القرآن من أوله إلى آخره فلم أر آية أرجي من قوله تعالى " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إنّ الله يغفر الذنوب جميعا إنّه هو الغفور الرحيم ( الزمر :53) ولو وقفنا مع استدلال الصدّيق حول أرجى آية في القرآن الكريم لوجدنا عمق ما امتلأت به نفسه من محبة لله عز وجل ومعرفة بصفاته، فالصدّيق استنبط الرجاء من آية لا يدل ظاهرها على ذكر الرحمة والمغفرة، ولكنه بفطنته الإيمانية أدرك أنّ العبد عبد والرب رب، فالعبد من شأنه الخطأ وتعتريه الهفوات والغفلات، ولكن الله عز وجل لا يغفل ولا ينام، هذا التصور الجميل للألوهية القائم على إدراك أن الله خلق الخلق ليرحمهم لا ليعذبهم إلا من سلك منهم طريق الغواية ولم يهتدي بهدي كتاب منزل ولا نبي مرسل، واستكبر وأصرّ على الإلحاد والضلال, هذه الروح الايجابية التي إذا امتلكها الإنسان نظر إلى الأشياء بالرحمة والمحبة وأدرك أنّ مفردات الكون تتناغم لتنشد نشيد الحب لله جل وعلا , جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها ) رواه مسلم
وهذه العبارات الشرعية تعطي الأمل لأصحاب الهفوات والغفلات لكي يتداركوا ما فاتهم ويعبروا عن توبتهم الصادقة لله عز وجل، ولا يفهم من آيات وأحاديث الرجاء التشجيع على ارتكاب المعاصي، فالله عز وجل لا يحب ارتكاب الفواحش يقول المصطفى صلوات الله وسلامه عليه " ليس أحد أحب إليه المدح من الله، من اجل ذلك مدح نفسه وليس احد أغير من الله من اجل ذلك حرّم الفواحش ، وليس احد أحب إليه العذر من الله من اجل ذلك انزل الكتب وأرسل الرسل " رواه مسلم فالمسألة ليست تشجيعاً على المعاصي ولكنّها إنقاذٌ لمن زلّت أقدامهم فإنّ الله عز وجل يفتح لهم باب الرجاء للاستغفار والتوبة وإصلاح ما أفسدوه، قال تعالى " إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم " ( البقرة : 160) فمن أراد أن يعامله الله بالصفا فعليه أن يكون من أهل الود والصفا والإيمان والتقوى.
وأمّا عثمان بن عفان رضي الله عنه فقال قرأت جميع القرآن من أوله إلى آخره فلم أر آية أرجى من قوله تعالى " نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم ( الحجر :49 ) وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه قرأت القرآن من أوله إلى آخره فلم أر آية أرجي من قوله تعالى " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إنّ الله يغفر الذنوب جميعا إنّه هو الغفور الرحيم ( الزمر :53) ولو وقفنا مع استدلال الصدّيق حول أرجى آية في القرآن الكريم لوجدنا عمق ما امتلأت به نفسه من محبة لله عز وجل ومعرفة بصفاته، فالصدّيق استنبط الرجاء من آية لا يدل ظاهرها على ذكر الرحمة والمغفرة، ولكنه بفطنته الإيمانية أدرك أنّ العبد عبد والرب رب، فالعبد من شأنه الخطأ وتعتريه الهفوات والغفلات، ولكن الله عز وجل لا يغفل ولا ينام، هذا التصور الجميل للألوهية القائم على إدراك أن الله خلق الخلق ليرحمهم لا ليعذبهم إلا من سلك منهم طريق الغواية ولم يهتدي بهدي كتاب منزل ولا نبي مرسل، واستكبر وأصرّ على الإلحاد والضلال, هذه الروح الايجابية التي إذا امتلكها الإنسان نظر إلى الأشياء بالرحمة والمحبة وأدرك أنّ مفردات الكون تتناغم لتنشد نشيد الحب لله جل وعلا , جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها ) رواه مسلم
وهذه العبارات الشرعية تعطي الأمل لأصحاب الهفوات والغفلات لكي يتداركوا ما فاتهم ويعبروا عن توبتهم الصادقة لله عز وجل، ولا يفهم من آيات وأحاديث الرجاء التشجيع على ارتكاب المعاصي، فالله عز وجل لا يحب ارتكاب الفواحش يقول المصطفى صلوات الله وسلامه عليه " ليس أحد أحب إليه المدح من الله، من اجل ذلك مدح نفسه وليس احد أغير من الله من اجل ذلك حرّم الفواحش ، وليس احد أحب إليه العذر من الله من اجل ذلك انزل الكتب وأرسل الرسل " رواه مسلم فالمسألة ليست تشجيعاً على المعاصي ولكنّها إنقاذٌ لمن زلّت أقدامهم فإنّ الله عز وجل يفتح لهم باب الرجاء للاستغفار والتوبة وإصلاح ما أفسدوه، قال تعالى " إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم " ( البقرة : 160) فمن أراد أن يعامله الله بالصفا فعليه أن يكون من أهل الود والصفا والإيمان والتقوى.
No comments:
Post a Comment
السلام علیکم ورحمة الله وبرکاته
ښه انسان د ښو اعمالو په وجه پېژندلې شې کنه ښې خبرې خو بد خلک هم کوې
لوستونکودفائدې لپاره تاسوهم خپل ملګروسره معلومات نظراو تجربه شریک کړئ
خپل نوم ، ايمل ادرس ، عنوان ، د اوسيدو ځای او خپله پوښتنه وليکئ
طریقه د کمنټ
Name
URL
لیکل لازمی نه دې اختیارې دې فقط خپل نوم وا لیکا URL
اویا
Anonymous
کلیک کړې
سائیٹ پر آنے والے معزز مہمانوں کو خوش آمدید.